،حضرة أهالي طلابنا الكرام
في عيد البشارة، بشارة العذراء مريم، عيد العزاء، عيد الكرامة والدعوة إلى مشاركة الإنسان عن طريق العذراء التي قالت "نعم" عن البشرية جمعاء، جئنا نعايدكم ونشدّ الأيدي متضامنين معكم في مشروع الخلاص الأهم وهو تربية أولادكم وتعليمهم، هذا المشروع الّذي شئتم أن نشارككم فيه، فبمجرّد أن سجّلتموهم في مدرستنا أوكلتم إلينا هذه المهمّة المقدّسة.
تُعتَبَر السنة الدراسيّة الحاليّة مختلفة عن سابقاتها، فهي مليئةٌ بالتضحيات والمفاجآت. بدءًا بالحراك المدني والثورة اللّذين حتّما علينا التّوقّف عن التدريس لفترةٍ وجيزةٍ، ثمّ التّعويض عن العطل بأيام تعليم إضافية، وصولاً إلى انتشار فيروس "كورونا" المستجدّ الّذي أجبرنا على أن نتوقّف بشكلٍ قسريٍّ عن التّدريس منذ بداية شهر آذار، وما زلنا حتّى الآن نسير في نفقٍ أسود لا نرى نهايةً له. يُضاف إلى هذه الأزمة الوضع الاقتصادي المتفاقم، واستحقاقات الشهادات الرسميّة، وهمّ إنهاء السنة الدراسيّة بشكل معقول ومقبول دون أن يؤثّر كلّ ذلك سلبًا على طلّابنا.
وكان الحلّ في تعليم التلامذة عن بعدٍ. بدأنا العمليّة مع التلامذة الّذين سيخضعون للامتحانات الرسمية ثمّ تبعهم تلامذة الصفوف الثانوية والتكميلية، أمّا طلاّب الصفوف الابتدائية وصفوف الروضة فكانوا يُزوَّدون بفروضٍ منزلية موزّعة على أيّام الأسبوع.
هذا النمط في "التعليم عن بعد" هو نمط حديث لم نختبره سابقًا، لذلك يحتاج إلى التّعاون بين المدرسة والأهل، الذين نرجو منهم الإشراف على عمل أولادهم، ليعطي ثماره.
وقد وُلِد العمل نتيجة لقاءاتٍ يومية،عن بعد، بين المسؤولين والمستشاريّن التربويّين من جهة ، واجتماعاتٍ بين المنسّقين والمعلّمين من جهةٍ أخرى.
وها نحن بعد ثلاثة أسابيع من العمل الدؤوب نجد أنفسنا أمام نتائج مرضية تمكّننا من إنهاء السّنة الدّراسيّة بأقلّ ضررٍممكن، وإيصال تلامذة صفوف الشّهادات الرسميّة إلى برّ الأمان.
واليوم نتوجّه إلى من تعاون معنا لإنجاحِ هذا المشروع بالشّكر. وندعو من لم يتعرّف بعد إلى هذه الطريقة الحديثة في التّعليم للمشاركة والتّواصل البنّاء معنا.
في نهاية المطاف، لا يسعنا إلاّ أن نضمّ صلواتنا إلى صلواتكم متضرّعين إلى اللّه طالبين إليه أن يبدّد الغيوم السّوداء الّتي تملأ سماء حياتنا .